ERP بدون تدريب = كارثة رقمية: لماذا يفشل الموظفون في استخدام الأنظمة الجديدة؟

في عالم تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، غالبًا ما تنشغل الشركات باختيار أقوى نظام ERP، وتفاضل بين المواصفات التقنية والتكلفة والمرونة. لكن كثيرًا ما يتم إغفال عنصر بالغ الأهمية: الموظفون الذين سيستخدمون هذا النظام كل يوم. فبدون تدريب حقيقي وفعّال، يصبح أقوى نظام مجرد عبء على الفريق بدلًا من أن يكون أداة للتمكين. تخيل شركة تستثمر في نظام متكامل لإدارة الموارد، وتنفذه بكفاءة على مستوى الخوادم والبرمجة والتكامل. كل شيء يبدو مثاليًا على الورق. ولكن بعد الإطلاق، تظهر الفوضى: بيانات تدخل بشكل خاطئ، أخطاء في طلبات الشراء، تقارير لا تُفهم، ومقاومة من الفريق لاستخدام النظام. في نهاية المطاف، يعود الموظفون إلى ملفات Excel والطرق اليدوية التي يعرفونها، ويبدأ النظام في التآكل من الداخل. غالبًا ما يُقلّل المدراء من أهمية التدريب ظنًا أن "النظام سهل" أو أن "الفريق سيتعلم مع الوقت". لكن هذا التصور البسيط لا يصمد أمام تعقيدات الواقع. أنظمة ERP، خاصة تلك التي تُستخدم في الإدارة المالية، الموارد البشرية، والمخزون، تتطلب فهمًا دقيقًا. لا يكفي أن يعرف الموظف كيف يدخل البيانات، بل يجب أن يفهم السياق، والأثر، وأفضل الممارسات. تدريب الفريق ليس مجرد خطوة جانبية في المشروع، بل هو ما يُحدّد إن كان هذا الاستثمار سينجح أم لا. فالتدريب الجيد يزرع الثقة، يُقلل الأخطاء، ويُسرّع من تبنّي النظام داخل المؤسسة. من دون تدريب، يصبح النظام شيئًا مفروضًا، يخلق فجوة بين الإدارة والموظفين، ويؤدي إلى فشل المشروع حتى لو كانت التكنولوجيا ممتازة. التدريب الناجح لا يعني عقد جلسة واحدة فقط، بل يبدأ منذ لحظة التفكير في النظام ويستمر بعد الإطلاق. التدريب الفعّال يربط استخدام النظام بالمهام اليومية للموظفين، ويقدّم أدوات دعم مثل أدلة مرئية، فيديوهات، وقنوات تواصل مباشرة. من المهم أيضًا خلق بيئة يشعر فيها الموظفون أن استفساراتهم مسموعة، ومشكلاتهم مفهومة، وأنهم جزء حقيقي من عملية التغيير. في النهاية، لا ينجح أي نظام ERP بمجرد تنصيبه. النجاح يأتي من الإنسان، من طريقة استخدامه، من فهمه لأدواته وثقته بها. وفي اكتيتك، لا نوفّر لك النظام فقط، بل نوفّر لك بيئة كاملة تساعد فريقك على التكيّف، التعلّم، والتحوّل الحقيقي نحو إدارة أكثر ذكاءً واستقرارًا.