الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الأمن الرقمي داخل أنظمة ERP
في عصر تتسارع فيه الهجمات السيبرانية وتتزايد فيه التهديدات الرقمية، لم يعد الأمن في أنظمة ERP مجرد خيار إضافي، بل أصبح ضرورة استراتيجية. ومع هذا التحدي، يبرز الذكاء الاصطناعي كحليف قوي في تعزيز الحماية الرقمية من خلال تقنيات ذكية تعتمد على الرصد المبكر للأنشطة المشبوهة وتقديم تنبيهات استباقية تمنح المؤسسات قدرة أكبر على التصدي للتهديدات قبل وقوعها. أنظمة ERP بطبيعتها تعتمد على كمّ هائل من البيانات، من الحسابات والمخزون إلى إدارة الموارد البشرية وسلاسل التوريد. وهذا يجعلها هدفًا مغريًا للهجمات. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، الذي بات يُستخدم لتحليل سلوك المستخدمين داخل النظام، وتحديد أي نشاط غير اعتيادي، مثل محاولات الدخول غير المصرح بها أو التلاعب بالبيانات أو الأنماط الغريبة في الصلاحيات والوصول. تنبيهات أمنية في الوقت الحقيقي واحدة من أكبر مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في أمن ERP هي القدرة على إصدار تنبيهات لحظية عند اكتشاف أي نشاط مريب. هذه التنبيهات لا تعتمد فقط على القواعد التقليدية، بل تستند إلى تحليل السلوك التراكمي للمستخدم، مما يُتيح للنظام التمييز بين استخدام طبيعي وآخر قد يشير إلى اختراق داخلي أو خارجي. الوقاية بدلًا من الاكتشاف المتأخر على عكس أنظمة الأمان التقليدية التي تكتشف الهجوم بعد وقوعه، فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه توقع الهجمات المحتملة من خلال تحليل البيانات والأنماط. وبذلك، تُصبح نظم ERP أكثر مناعة رقمية واستعدادًا لأي تهديد مستقبلي، خاصة مع ازدياد الاعتماد على الخدمات السحابية والعمل عن بُعد.